
رحلة طويلة من العمل قضتها في أكثر من إذاعة وأكثر من محطة تلفزيون، صاحبها الكثير من النجاح والكثير من المعاناة والتفوق، وتعلق بها الكثير من المتابعين لشخصيتها، وطريقتها المتزنة في التقديم.
الزميلة الإعلامية سمية الشيباني مذيعة بانوراما تحل ضيفة علينا اليوم لتكشف لنا بعض أسرار هذه الرحلة وعن رأيها في تجربتها وتجربة المرأة الإعلامية عامة، وبعض ما يدور داخل أروقة أشهر إذاعة عربية وأكثرهم تميزاً وجماهيرية ولتكشف لنا عن موهبة الشعر والقصة القصيرة لديها وعن رغبتها في تقديم أول رواية تقوم بكتابها وأول مجموعة قصصية تنتهي من جمعها في كتاب.
الحديث مع امرأة بهذا القدر من الوعي والثقافة له أكثر من قيمة فإليكم ما دار فيه..
* في بداية حديثنا من أنت؟
- أنا ببساطة أم أولاً وزوجة ثانياً وإعلامية ثالثاً، أولي بيتي وأسرتي اهتماما كبيرا وفضلت أمومتي على العمل لسنوات طويلة، ولسنت نادمة، فثمرة هذه التضحية ثلاث عرايس متفوقات في كل شيء، عشتار، وإيمان، وسارة، بسيطة وغير متكلفة ولا أحب المجاملات وأحافظ كثيراً على صحتي ومظهري الخارجي، أحب التغيير عموماً وأكره الروتين، لست متطرفة، وأحاول قدر الإمكان تقبل الناس كما هم والتكيف مع الظروف.
ببساطة أنا سمية ولست غيري.
* وكيف كانت بداية دخولك اذاعة MBC؟
- مثل أي مذيعة قمت بتقديم أوراقي وانتظرت الموافقة، وحينها لم يكن انتقال الإذاعة من لندن قد اكتمل.
* وتقديمك هل كان لأجل التلفزيون أو الإذاعة؟
- أنا قدمت ملفي الإعلامي الكامل وبما أن التلفزيون لم يكن قد انتقل الى دبي فلم يكن أمامي سوى الإذاعة، وعلمت من الإدارة بأن التلفزيون مازال أمامه فترة زمنية طويلة وبأنهم يرغبون بضمي كمذيعة إذاعية، وأنهم بحاجة الى صوت يجيد اللهجة الخليجية فوافقت وتم توقيع العقد.
* كيف رأيت جو العمل داخل MBC خصوصاً وأن لك عدة تجارب في أكثر من محطة تلفزيونية وإذاعية؟
- كي لا أكون مجاملة فحقيقة أجمل محطة ارتحت فيها بعد إذاعة وتلفزيون الكويت هي MBC ولا توجد مقارنة مع باقي المحطات الأخرى ولأن عملي في تلفزيون وإذاعة دبي لم يكن بعقد رسمي فكانت لي بعض التجارب مع قناتي أوربت وART في تقديم بعض البرامج، ولكن تبقى إذاعة وتلفزيون الكويت هي المدرسة التي تخرجت منها إعلامياً أما MBC فأعتبرها خير الأمور في تعاملها فيوجد فيها العدل والمنافسة وإمكانية الإبداع والشهرة وكذلك احتكاك مع خبرات إعلامية لها وزنها ليس بالضرورة أن تكون في نفس الدائرة فمؤسسة ال ام بي سي تستقطب الأسماء التي تشكل حضوراً متميزاً.
* لكن بالنسبة لزملائك المذيعين والمذيعات لا يوجد أحد بنفس مستوى خبراتك؟
- "تضحك".. أنا لم أتحدث عن الخبرة ولكن عن الوجود وإثبات الذات، فغير معقول أن تعمل في مؤسسة لا تستقطب الخبرات الشابة، بعدين أنت الآن تستلم الرسالة وفيما بعد تسلمها أليس كذلك..؟
* هل يضايقك وجود بعض زملائك المبتدئين؟
- هذا لا يوجد في MBC فكل الزملاء "يملأون" أماكنهم.
* ولكن بعضهم مبتدئ؟
- ليس من شأني تقييم الآخرين، وعلي أن أؤدي عملي بإتقان، ومثلما كنت صغيرة وكبرت فكل إنسان من حقه أن يبدأ صغيراً ويكبر مع مرور الزمن وتراكم الخبرات. يا ماضي لو دامت لغيرك ما وصلت إليك.
* وبالنسبة لعملك هل وجدت المساحة الكافية التي توازي مكانتك؟
- من مدة قصيرة قط قد يكون ذلك، ولكن كوني انسانة طموحة فقد ترى الادارة أنها أعطتني المساحة التي توازي مكانتي ولكني قد لا أكون أراها، أما بعد أن تم إسناد برنامج "قضايا اجتماعية" ومن ثم برنامج "المرأة" في إذاعة البانوراما فأشعر بأني وجدت نفسي.
* قبل انتقالك لإذاعة بانوراما قضيت عامين تقريباً في MBC هل ترى أنها قدمتك للمستمع بشكل جميل؟
- "شوف".. برنامج "تو النهار" حقق لي مساحة جماهيرية عالية بتواصلي مع المستمع بشكل مباشر وبالطرح اللا مبوب الذي كنت أقدمه، فقمة النجاح لدى المذيع أن يصل لمرحلة يكون المستمع فيها على شوق وانتظار لحين موعد ظهور المذيع وهذا ما منحني اياه مستمعو MBC fm.
لا أخفي عليك كنت سعيدة بهذا الحضور، ولكن شيء من التغيير ربما يكون بصالح المذيع ولاكتشاف الذات أكثر.
* ولكن ما سبب انتقالك لإذاعة بانوراما؟
- "تتنهد".. حقيقة أنا من سعيت لذلك، فوجودي على FM أيام الحرب على العراق كان مؤلما بالنسبة لي بغض النظر عن كوني عراقية أم لا، فلم أكن أستطيع أن أقدم برامج فيها أغان وفكاهة ومواقف طريفة وكأن العالم لا يعنيني..!! ولأن البانوراما كانت حينها تقدم تغطيات وأخبار سياسية واجتماعية، وبعض زميلاتي انتقلوا لها وقدموا برامج عن العراق في الوقت الذي كنت فيه أبكي وبحرقة رغبة في الانتقال وكنت أواجه عتب ولوم ممن حولي بأني أقدم البرامج المنوعة والعراق يحترق، ولكن الادارة كانت ترى أن استمر في FM وحتى قبل شهر رمضان نبأت بأني سأقدم برنامجا على البانوراما بعد أن انتهى كل شيء..!! ولكن لا بأس.
* ولكن هذا الانتقال لا جدوى منه الآن وقد يفقدك مستمعيك على FM؟
- قد يكون كلامك صحيحا ولكن تأكد أن مستمعي البانوراما لا يقلون عن مستمعي FM ولكن الاختلاف في أن مستمعي البانوراما أشخاص يختلفون عن مستمعي ال أف أم حتى في وقت الاستماع وهذا يزيد من الانتشار، بهذا الشكل أكون قد خاطبت جميع الفئات والمستويات، ثم إن مستمع البانوراما لا يتصل للمشاركة بسهولة في أي موضوع لسبب وهو أنه يعد للعشرة ويفكر بماذا يريد أن يشارك، ثم أن الأغاني القديمة تضفي نكهة وتستقطب ذوي الذوق الرفيع، ألست أنا محظوظة؟
* هناك اتهام لادارة البرامج في إذاعة MBC بأنها تعتمد في توزيعها للبرامج وظهور المذيعين على ما يكتب بالصحافة والتي هي بالتالي مرتبطة بعلاقة المذيع بالصحفي.. ما رأيك؟
- لا أدري..!! ولا أعتقد ذلك لأن الادارة لدينا فيها أشخاص ناضجون ويعرفون أن مقياس النجاح هو الاستديو وليس ما يكتب بالصحافة.
* بصفة عامة هل المرأة الإعلامية أخذت حقها في البروز؟
- نعم لقد أخذت مكانتها بشكل جيد والمرأة العربية عموما مجتهدة في تواجدها على الساحة الإعلامية واجتهادها واضح ويب ولدينا اسماء كثيرة أثبتن وجودهن، والعمل الإعلامي عمل سام ويليق بالمرأة العربية سواء أكان تلفزيونا أم إذاعة، أم صحافة والمذيعة لديها القدرة على دخول بيوت الناس وهذه هبة لابد من المحافظة عليها، ولا يجب أن تسيء لهذا الدخول فتقفل في وجهها الأبواب، والمتلقي ذكي ويمنح الضوء الأخضر لمن يشعر معها بالأمان، وأعتقد بأني حصلت على هذه الهدية من المتلقي وأنا حريصة على أن أحافظ على هذا الضوء الأخضر وعلى حب الناس لي ولجوهري ومظهري الإعلامي.
* لنبتعد عن الإذاعة ونسألك عن رغبتك في العودة لشاشة التلفزيون؟
- "يااه.. رغبة عارمة".. وقد لا تعرف كم أعشق الشاشة ولكن سأقول لك بأني "ناطرة" الفرصة، فالشاشة لها حضور مختلف ووقفة غير ولكن الميكرفون هو سيد الموقف، ورغم ذكرياتي الكثيرة مع الكاميرا والبرامج التفزيونية لكنني لست متلهفة للظهور من أجل الظهور انما اتمنى ان اظهر على الشاشة بشيء جديد كلياً.
* ماذا عن موهبة الشعر وكتابة القصة القصيرة لديك؟
- كتابة القصة بدأت معي وأنا بالمرحلة الابتدائية تطورت مع الأيام ونضجت أكثر وحالياً لدي بعض القصص التي نشرت في بعض الصحف الخليجية، بالاضافة لقرب انتهائي من كتابة رواية بعنوان "حارسة النخيل" ومجموعة قصصية سأجمعها لأطرحها في كتاب. أما الشعر فدعنا منه الآن أنا أحاول أن أترجم أحاسيسي بأسلوب شفاف لا أكثر ولا أريد أن أتطفل على مملكة الشعر، خصوصاً أن زوجي شاعر حقيقي ولا أريد أن أعرض نفسي لنقد جارح، على فكرة زوجي لا يرحمني عندما يوجه لي النقد.